هرمون الكورتيزون 

الكورتيزون عبارة عن هرمون الستيرويد والذي ينتج من قبل الغدد الكظرية حينما تتعرض لشيء يراه الجسم كتهديد، مثل كلب كبير يهاجمك، يتم إفراز مادة كيميائية يطلق عليها هرمون قشر الكظر بالدماغ، ويترتب على هذا إفراز الغدد الكظرية الأدرينالين والكورتيزون.

يعتبر الكورتيزون الهرمون الأساسي المتعلق بالاستجابة للفر والكر والتوتر، ويعتبر هذا أمرا طبيعيا وقائيا خلال الشعور بالخطر أو التهديد، ويترتب على زيادة معدلات الكورتيزون لانفجار قوة جديدة وطاقة جديدة.

ما هو إرتفاع هرمون الكورتيزون 

كما وضحنا فالكورتيزون هو هرمون التوتر، نتيجة لدوره باستجابة الجسم للتوتر، ولكن الكورتيزون عبارة عن أكثر من شئ ذو علاقة فقط بالتوتر، ينتج هرمون الستيرويد داخل الغدد الكظرية، وغالبية الخلايا بجسمنا ذات مستقبلات الكورتيزون التي تستعمل الكورتيزون لمجموعة مختلفة من المهام، بما يشمل:

  • تقليل الالتهاب.
  • صياغة الذاكرة.
  • تنظيم السكر بالدم.
  • تنظيم الأيض.

أسباب إرتفاع هرمون الكورتيزون 

توجد كثير من الأمور التي تتسبب بارتفاع الكورتيزون، وتكون كما يلي:

  • مشاكل الغدة النخامية: الغدة النخامية عبارة عن عضو صغير بقاعدة الدماغ تتحكم بإنتاج الهرمونات المتنوعة، قد تتسبب مشاكل الغدة النخامية في إرتفاع أو انخفاض إفراز الهرمونات،  بما يشمل الهرمون الموجه لقشرة الكظر، وهو الهرمون المسؤول عن إفراز الكورتيزون من الغدة الكظرية، تتضمن مشاكل الغدة النخامية التي قد تتسبب بارتفاع معدلات الكورتيزون:
    • الأورام الحميدة بالغدة النخامية، بما يشمل الأورام الغدية. 
    • أورام الغدة النخامية السرطانية.
    • فرط النخامية .
  • التوتر: يطلق التوتر خليطا من الإشارات من كافة الأعصاب والهرمونات، وتحفز هذه الإشارات الغدد الكظرية لإنتاج الهرمونات، بما يشمل الكورتيزون والأدرينالين، وينتج عنها زيادة معدل دقات القلب والطاقة كأحد أجزاء استجابة الفر والكر، هذه طريقة الجسد في الإستعداد لظروف قد تكون ضارة أو خطيرة.

يساهم الكورتيزون على تقليل الوظائف الغير ضرورية بحالة الفر والكر، وفور أن يزول هذا الخطر، ترجع الهرمونات لمعدلاتها الطبيعية، قد تكون هذه العملية هي المنقذ ولكن حينما تكون تحت توتر مستمر، لا يتوقف دائما هذا الرد قد يترتب على التعرض الطويل الأمد لهرمونات التوتر والكورتيزون لإحداث مشاكل كثيرة بكافة عمليات الجسم غالبا، مما يرفع من خطر التعرض لكثير من المشاكل الصحية، مثل السمنة وأمراض القلب وحتى الإكتئاب والقلق.

  • الأعراض والتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية: بعض العلاجات قد ينتج عنها زيادة بمعدلات الكورتيزون فمثلا تتعلق طرق منع الحمل من خلال الفم بزيادة كورتيزون الدم، وقد تتسبب الأدوية التي بها كورتيكوستيرويد لمعالجة التهاب المفاصل والربو وبعض أنواع السرطان وحالات أخرى، المعدلات الكبيرة للكورتيزون خلال أخذها بجرعات كبيرة أو لمدة كبيرة من الوقت، قد تساهم بالعثور على الجرعة الصحيحة وأخذ الكورتيكوستيرويدات على الصورة الموصوفة من قبل الدكتور بتقليل مخاطر زيادة معدلات الكورتيزون، لا يجب إطلاقا إيقاف علاجات الستيرويد بدون التناقص التدريجي. التوقف بشكل مفاجئ قد يسبب معدلات منخفضة للكورتيزون، وقد ينتج عن هذا انخفاض سكر الدم وانخفاض ضغط الدم، وقد يصل الأمر للغيبوبة والموت.
  • أورام الغدة الكظرية: تتمركز الغدد الكظرية فوق كل كلية، وقد تكون أورام الغدة الكظرية خبيثة أو حميدة وتتراوح في الحجم، ويمكن للنوعين إنتاج معدلات كبيرة من الهرمونات، بما يشمل الكورتيزون، وقد يؤدي هذا لمتلازمة كوشينغ، إضافة لهذا حينما يكون الورم كبير بما يكفي للضغط فوق الأعضاء المجاورة، يمكن ملاحظة الألم أو الإحساس بالامتلاء داخل البطن.
  • الاستروجين: قد يرفع الاستروجين من معدلات الكورتيزون داخل الدم، وقد يكون هذا نتيجة للحمل وعلاج بالاستروجين، ويعد تركيز الاستروجين على الدوران أكثر الأسباب انتشارا لزيادة معدلات الكورتيزون لدى السيدات.

أعراض ارتفاع الكورتيزون 

أعراض ارتفاع الكورتيزون داخل الجسم

قد يسبب الكورتيزون الزائد بعض الأعراض والعلامات بكافة أنحاء الجسم، ويمكن للأعراض ان تختلف وفقا لسبب ارتفاع معدلات الكورتيزون لديك، وتضم الأعراض والعلامات للمعدلات المرتفعة من الكورتيزون التالي:

  • حب الشباب.
  • سهولة وضوح الكدمات.
  • تأخر التعافي من الجروح أو الأمراض.
  • التعب الشديد.
  • صعوبة بالتركيز.
  • الصداع.
  • زيادة الوزن.
  • ترقق الجلد.
  • احمرار الوجه.
  • ضعف العضلات.
  • العصبية.
  • ضغط الدم المرتفع.

تضم بعض العلامات المنتشرة لمتلازمة كوشينغ التالي:

  • علامات التمدد ذو اللون الأرجواني.
  • الإصابات ذات التعافي البطيء.
  • ترقق الجلد.
  • زيادة الوزن.
  • الرواسب الدهنية بالوجه أو بين الكتفين أو الوسط.

تحليل هرمون الكورتيزون 

يستعمل تحليل هرمون الكورتيزون لاكتشاف أمراض ومشاكل الغدد الكظرية والغدة النخامية، ويجب التنبيه لأنه يتم قياس الكورتيزون من خلال الدم مرتين في اليوم، وهذا لتغير معدلات الكورتيزون بالدم أثناء اليوم، بينما تحليل الكورتيزون باللعاب يتم مرة فقط في اليوم مساء، ويستعمل تحليل الكورتيزون في البول لاكتشاف الكورتيزون الحر، أي غير متعلق ببروتين. 

متى يتوجب عليك زيارة الطبيب 

حينما تعتقد أنه قد تكون مصاب بارتفاع الكورتيزون،  فمن الهام أن تذهب للطبيب للقيام بفحص الدم، ينتج عن الكورتيزون المرتفع أعراض وعلامات منتشرة قد تسببها كثير من الأمراض الأخرى، لذلك من الهام التأكد مما يسبب هذه العلامات.

بحالة المعاناة من أية علامات ناتجة عن زيادة معدلات الكورتيزون، فقد ينصح الطبيب بالقيام بالفحوصات التالية:

  • فحص الكورتيزون من خلال اللعاب: يستعمل هذا الاختبار للتأكد من متلازمة كوشينغ، يتم أخذ عينة من اللعاب التي أخذت خلال الليل لمعرفة هل معدلات الكورتيزون مرتفعة أم لا، ترتفع معدلات الكورتيزون وتتناقص على مدار اليوم، وتتناقص بصورة ملحوظة خلال الليل لدى الأفراد ممن لديهم متلازمة كوشينغ، لذلك فإن معدلات الكورتيزون الكبيرة خلال الليل تشير لاحتمالية وجود متلازمة كوشينغ.
  • فحص الكورتيزون في البول والدم: يستعمل اختبار الدم عينة دم تأخذ من الوريد، ويتم إستعمال إختبار يطلق عليه اختبار إفراز الكورتيزون البولي خلال أربع وعشرين ساعة، ويتطلب هذا جمع عينة البول خلال 24 ساعة، ثم يتم تحليل عينات البول والدم في المختبر.
  • فحوصات التصوير: يمكن إستعمال التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي للحصول على صور للغدد الكظرية والغدة النخامية للتأكد من وجود تشوهات أو أورام. 

أعراض نقص هرمون الكورتيزون 

تبدأ أعراض وعلامات نقص هرمون الكورتيزون بصورة تدريجية، ولذلك فإن المريض قد لا يعي معاناته لهذه المشكلة، وهذا بحالة تعرض المريض لموقف معين مثل حادث أو مرض ينتج عنه ظهور الأعراض وتطورها، ويطلق على هذه الحالة أزمة أديسون، ويمكن أن نقول أن الأعراض تتضح بالمرة الأولى أثناء أزمة اديسون لحوالي 25% من المصابين، في حين قد تكون العلامات قوية لدى العديد من المرضى قبل التعرض للأزمة مما يتطلب العلاج الطبي لهذه العلامات، ويمكن توضيح العلامات والأعراض فيما يلي:

  • اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها أو غيابها أحيانا.
  • الإرهاق المستمر والذي يتطور للأسوء مع مرور الوقت.
  • فقدان الشهية.
  • القيء والغثيان.
  • ضعف العضلات.
  • فقدان الوزن.
  • الإسهال.
  • تغيرات الجلد، قد يواجه الطبيب فرط تصبغ بأجزاء معينة بالجسم، وخاصة التي تتضح بها الندوب، ونقاط الضغط عند المرفقين، وأجزاء طيات الجلد والمفاصل والركبتين واصابع القدم، بالإضافة للأغشية المخاطية والشفتين.
  • هبوط السكر بالدم والذي يعتبر أكثر حدة عند الأطفال.
  • انخفاض ضغط الدم وخاصة خلال الوقوف.
  • الاكتئاب والتهيج.

المصادر