تعتبر السمنة إحدى المشاكل العالمية والتي لا تقتصر فقط على البالغين، حيث اتضح أن حوالي 15 مليون مراهق وطفل مصابين بالسمنة بالولايات المتحدة، وذلك ما يقارب واحد لكل خمسة أطفال.
يمكن تلخيص تعريف السمنة بأنها زيادة بالأنسجة الدهنية بالجسم نسبة للجنس والسن، ويتم تحديد كتلة الدهون تبعا لمعدل الموازنة بين حرق واستهلاك السعرات الحرارية، والذي ينظم من خلال شبكة أعصاب وهرمونات.
السمنة عند الأطفال
تعد السمنة عند الأطفال مشكلة عالمية وحالة طبية خطيرة، وتشير لزيادة الوزن عن الوزن الطبيعي وفقا لعمره وطوله، ومع مرور الوقت يتعرض الأطفال لخطر المشكلات الصحية التي قد تؤثر على صحتهم مستقبلا.
كجزء من الإهتمام بصحة الطفل بشكل منتظم، يقيس الطبيب المختص مؤشر كتلة الجسم للطفل، ويجد مكانه حسب السن بمخطط نمو مؤشر كتلة الجسم، ويساهم هذا المؤشر بتحديد هل الطفل يمتلك وزن طبيعي بالنسبة لطوله وعمره أم لا.
أعراض السمنة لدى الأطفال
لا تمثل زيادة الوزن سوى إحدى أعراض الإصابة بالسمنة، حيث توجد كثير من الأعراض الأخرى المرافقة لهذا النوع للحالات الصحية، وتتمثل فيما يلي:
- التعب.
- ألم المفاصل.
- ضيق التنفس.
- التعرق الشديد.
- الإرتجاع المعدي المريئي.
- مواجهة مشاكل البلوغ، البلوغ المبكر لدى الفتيات، وتأخر البلوغ لدى الأولاد.
- الشخير وتوقف التنفس خلال النوم.
أسباب السمنة عند الأطفال
في الغالب يتعرض الأطفال للسمنة بسبب السمنة الأولية التي تعد نتيجة لمؤثرات بيئية ووراثية، وفيما يلي أبرز أسباب السمنة:
- العامل البيئي: تشير الزيادة السريعة بحالات السمنة لأهمية تأثير العوامل البيئية، في الماضي كان تخزين الدهنية ميزة ذات أهمية كبيرة لصراع البقاء بفترات المجاعة، ولكن بالعالم الغربي الذي يهتم بتوفير الطعام، ويقل به النشاط البدني بصورة ملحوظة بسبب زيادة نسبة مشاهدة التلفزيون، واستعمال الحاسوب أصبح تخزين الدهنيات مسألة سلبية.
- العامل الوراثي: يؤثر العامل الوراثي بصورة كبيرة على حجم الدهنيات بالجسم، وحرق السعرات الحرارية، وطريقة الأكل، إضافة لهذا تم تعيين خلل جينات تسبب السمنة، كخلل جين الليبتين، ومستقبل الملانوكورتين، ومستقبل الليبتين.
عوامل خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال
يقوم الجسم بتخزين الطاقة الغير مستخدمة بصورة دهون بالجسم، فمع تناول الطعام بصورة فائضة عن إحتياج الجسم يخزن الجسم الكمية الإضافية بصورة دهون، فلأجل الحفاظ على وزن صحي ينبغي استعمال وحرق جميع السعرات الحرارية المأخوذة من الطعام.
تؤثر السمنة بجميع المراحل العمرية حيث تصيب البالغين، والأطفال، وهي حالة مرضية معقد تتعلق بكثير من العوامل التي قد تعمل على زيادة الوزن، بما يشمل أنماط الأكل، وروتين النوم، ومستوى النشاط البدني، تناول بعض العلاجات، والوراثة، وتضم عوامل الخطر التي تقود للإصابة بالسمنة التالي:
- قلة النشاط البدني والخمول
يساهم قضاء وقت كبير بالأنشطة البدنية المستقرة التي لا تأخذ جهدا بدنيا مثل الجلوس أمام التلفاز لفترات كبيرة، واستعمال جهاز الحاسوب، والألعاب الإلكترونية على التعرض لخطر السمنة عند الأطفال.
- زيادة الوزن لدى الآباء
في الغالب يكون الآباء ممن لديهم زيادة بالوزن أقل مراعاة لأوزان أطفالهم مقارنة بالآباء ممن لديهم وزن صحي، ويؤثر النظام الغذائي بشكل كبير حيث يتناول الآباء البدينين غاليا طعام غير صحي، وبناء عليه يتناول الأبناء نفس الطعام.
- الوراثة
يترتب على بعض التغييرات الجينية النادرة لإصابة الأطفال بالسمنة المفرطة، من خلال التأثير على العمليات الإستقلالية بالجسم، وارتفاع الشعور بالجوع وتناول الطعام، أيضا بعض الجينات تجعل فئة من الأطفال أكثر عرضة للسمنة مقارنة بغيرهم.
- النظام الغذائي الغير صحي
يترتب على تناول الأطفال للسكريات والأكلات الغنية بالدهون والوجبات السريعة، عوضا عن الأطعمة الصحية كالفواكه والخضار واللحوم، لإرتفاع خطر السمنة لديهم.
- نمط النوم
يترتب على عدم كفاية النوم لدى الأطفال أي عدم حصولهم على عدد ساعات كافية من النوم يوميا، لزيادة خطر السمنة عند الأطفال.
- الظروف الاجتماعية التي تؤثر في الصحة
يطلق على الظروف التي يعيش بها الطفل مثل اللعب، والطعام، والتعلم بالمحددات الاجتماعية في الصحة، حيث تؤثر على مخاطر التعرض للأمراض المزمنة، فقد يصعب للطفل اتخاذ خيارات صحية مناسبة، وأداء ما يكفي من النشاط البدني حينما تكون المحددات الإجتماعية للطفل لا تدعم الخيارات الصحية.
طرق تشخيص السمنة عند الأطفال والمراهقين
يمكن للطبيب تحديد الرتبة المئينية التي يقع بها طفلك بواسطة مخطط النمو، أي طريقة مقارنة طفلك مع أطفال آخرين بنفس السن ونفس الجنس، فمثلا، حينما يقع الطفل بين الرتبة المئينية 80، فذلك يضير لكون 80% من باقي الأطفال بنفس السن والجنس لديهم معدل يقل عن مؤشر كتلة الجسم مقارنة به.
كما تساهم نقاط الحد الفاصل بمخططات النمو هذه، والتي وضعت من قبل مراكز مكافحة الأمراض والحماية منها، بتصنيف خطورة مشاكل وزن الطفل:
- يعني مؤشر كتلة الجسم الواقع ما بين الرتبة المئوية 85, 94 على وجود زيادة بالوزن.
- المؤشر ما بين الرتبتين المئوتين 95 وما فوق للإصابة بالسمنة.
- في حين يدل المؤشر ما بين 99 أو فوق هذا للإصابة بالسمنة المفرطة.
كما يمكن للطبيب تشخيص الحالة بناء على التالي:
- عادات أكل الطفل.
- امتلاك الطفل حالات مرضية أخرى.
- التاريخ المرضي للعائلة بما يخص السمنة ومشاكل الصحة المتعلقة بالوزن.
- مستوى نشاط الطفل.
- التاريخ الإجتماعي أو العقلي، بما يشمل الحزن وحالات الإكتئاب و اضطرابات النوم، وهل يشعر الطفل بالوحدة والعزلة أو يتعرض للتنمر.
الوقاية من السمنة لدى الأطفال
يمكن تجنب الإصابة بالسمنة والحماية منها من خلال إتباع الآتي:
- القيام بالتمارين والأنشطة الرياضية
ينبغي على الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 3 وحتى 5 سنوات لممارسة النشاط البدني على مدار اليوم، بينما الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 6 وحتى 17 سنة فهم يتطلبون ساعة من النشاط البدني يوميا.
- التحكم بالظروف الإجتماعية التي قد تؤثر في الصحة
يمكن للمبادرات، والمجتمعات وممارسي الصحة العامة، التعاون معا لتوفير ظروف صحية تحمي الطفل من خطر التعرض للسمنة والحالات المرضية الأخرى.
- وضع نظام صحي للغذاء
ينبغي تناول الخضروات واختيار الأطباق الصحية، والمكسرات، واللحوم الحمراء، والفواكه، والحبوب الكاملة، والدجاج، ومنتجات الألبان، والأسماك، والبيض، وتجنب المشروبات والأطعمة التي تتضمن سكريات مضافة، أو الصوديوم، أو الدهون المشبعة.
- الحصول على عدد ساعات كافية يوميا
يحتاج الأطفال حديثي الولادة لما بين 14 وحتى 17 ساعة من النوم على مدار اليوم، وتتناقص هذه الكمية مع التقدم بالعمر، إذ يتطلب المراهقون لما بين 8 وحتى 10 ساعات نوم يوميا.
مضاعفات السمنة لدى الأطفال
تظهر بعض الأمراض لدى مرضى السمنة نذكر أهمها فيما يلي:
- توقف التنفس خلال النوم.
- ميل للتعرض لضغط زائد في الجمجمة من علاماته الشعور بوجع الرأس وتشويش الرؤية.
- ضيق التنفس خلال النوم.
- تناقص معدل التحصيل الدراسي والتعب المتزايد.
- مشاكل إجتماعية ونفسية إذ أن الأولاد يرفضون مرافقة السمان، ولهذا يميل الأطفال البدناء للإكتئاب.
بعض الأدوية لعلاج السمنة عند الأطفال
يلجأ الطبيب أحيانا لوصف بعض الأدوية التي تعالج مرض السمنة لدى الأطفال للأطفال ممن يبلغون ما بين 12 عاما أو أكثر، وحتى الأطفال ممن لديهم ما بين 8- 11 عام ببعض الحالات، وخاصة حينما تكون التغييرات بنمط الحياة غير كافية، وتتضمن الأدوية التالي:
- أورليستات.
- توبيراميت.
- ليراجلوتيد.
- فنترمين.
- سيماغلوتايد.
المصادر
- موقع ويب طب “https://www.webteb.com/“
- موقع مستشفيات أندلسية “https://www.andalusiaegypt.com/“
- مكتبة نور “https://www.magrabi.com.sa/“
- موقع الطبي “https://altibbi.com/“
- موقع مايو كلينك “https://www.mayoclinic.org/“
- موقع “https://www.moh.gov.sa/“