سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطان انتشارا وخطورة حول العالم، وهو السبب الأكثر شيوعا للوفاة المرتبطة بالسرطان سواء عند الرجال أو النساء، والمؤسف أن نسبة التعافي منه قليلة جدا خاصة أنه غالبا لا يتم اكتشافه إلا في مراحله المتقدمة، ويعد التدخين هو المسبب الرئيسي لمعظم حالات سرطان الرئة فهو مسؤول عن 85% من الحالات ويزداد خطر الإصابة بزيادة عدد سنوات التدخين وعدد السجائر التي يدخنها الشخص إلا أنه قد يحدث لغير المدخنين،  ولكن بنسبة أقل بسبب عوامل أخرى مثل التلوث البيئي والتعرض للمواد الكيميائية.

ما هو سرطان الرئة؟ 

سرطان الرئة هو نمو غير طبيعي لخلايا الرئة والقصبة الهوائية فيما يعرف بالخلايا السرطانية التي تتكاثر بسرعة كبيرة وخارجة عن السيطرة في إحدى أو كلا الرئتين مما يعوق وظيفة الجهاز التنفسي بصورة خطيرة، عادة ما يصيب الأشخاص فوق سن 45 عاما غالبا ما يبدأ هذا السرطان في الخلايا المبطنة للممرات الهوائية ويمكن أن ينتشر الورم من الرئة إلى أعضاء الجسم المختلفة مثل الغدد الليمفاوية والعظام والدماغ وغالبا ما يستغرق سرطان الرئة عدة أعوام حتى يتطور وتبدأ أعراض المرض في الظهور.

أنواع سرطان الرئة

يقسم الأطباء سرطان الرئة إلى نوعين رئيسين وذلك حسب شكل الخلايا السرطانية عند فحصها تحت المجهر والذي على أساسه يضع الطبيب خطة العلاج وهما كالتالي:

سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة

هذا النوع سريع النمو والانتشار شديد العدوانية، ولكنه الأقل شيوعا حيث يمثل حوالي 15% من سرطانات الرئة ويظهر فقط عن المدخنين بشراهة وغالبًا ما يُشخّص في مراحل متأخرة بسبب تطوره السريع.

سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة

هو الأكثر شيوعا ينمو ببطء ويتضمن عدة أنواع من سرطانات الرئة التي تتصرف بشكل متشابه مثل السرطان الغدي وهو النوع الأكثر شيوعًا ويصيب عادة الأشخاص المدخنين وغير المدخنين، وينشأ في الخلايا التي تبطن الممرات الهوائية وسرطان الخلايا الكبيرة وهو نادر وسريع النمو، يمكن أن يظهر في أي جزء من الرئة وسرطان الخلايا الحرشفية الذي يرتبط بالتدخين ويظهر غالبًا في الممرات الهوائية الكبيرة.

أسباب سرطان الرئة 

ليس هناك سبب مباشر لحدوث سرطان الرئة، ولكنه عامة ينشأ نتيجة طفرات جينية تؤدي إلى نمو غير طبيعي في خلايا الرئة. هناك عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة به، من هذه العوامل:

  • التدخين ويعد العامل الأساسي في الإصابة بسرطان الرئة.
  • التعرض للتدخين السلبي وهو التواجد في أماكن بها أشخاص تدخن.  
  • التاريخ العائلي بأن يكون أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان الرئة.
  • الإصابة بمرض متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
  • التعرض للعلاج الإشعاعي قبل الإصابة بالسرطان أو التعرض لغاز الرادون.
  • التعرض لمواد مسرطنة مثل الاسبستوس والزرنيخ والنيكل والكروم.
  • الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات مثل سرطان الغدد الليمفاوية وانتقاله إلى الرئتين.

اعراض سرطان الرئة

سرطان الرئة يعتبر من أكثر الأورام عدوانية وشراسة إلا أنه لا يظهر أي أعراض في مراحله المبكرة مما يؤخر اكتشاف المرض، من هذه الأعراض:  

  • السعال المستمر.
  • ضيق في النفس.
  • ألم في الصدر.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • بحة في الصوت.
  • سعال دموي.
  • عدوى الجهاز التنفسي المتكررة.

مضاعفات سرطان الرئة

فى الحالات المتأخرة من المرض تظهر مضاعفات خطيرة مما يؤثر على أجهزة الجسم المختلفة بشكل كبير، ويمكن تلخيص هذه المضاعفات على النحو الآتي:

  • تخثر الدم و الإصابة بجلطات في الرئة.
  • تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة والوجه.
  • نوبات متكررة من الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية. 
  • تراكم السوائل في الصدر أو ما يسمى الانصباب الجنبي.
  • الإصابة بالصداع وفقدان الذاكرة وصعوبة في الكلام ويحدث ذلك عند وصول الورم إلى الدماغ.
  • الشعور بالألم في الكتفين والظهر والصدر بسبب انتشار الورم في العظام. 
  • تلف وموت خلايا الجسم بسبب نقص كمية الاكسجين التي تصل لها.
  • دوخة مستمرة ومشاكل في الرؤية.

تشخيص سرطان الرئة

تنصح الجمعية الأمريكية للسرطان أن يقوم الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 الى 80 سنة ممن هم مدخنين أو سبق لهم التدخين لفترة طويلة بعمل فحوصات دورية لضمان اكتشاف المرض في مراحل مبكرة، من هذه الفحوصات:

  • التصوير بالأشعة السينية.
  • فحص الدم.
  • الفحص الجسدي الذي يعتمد على سماع صوت الرئتين والصدر. 
  • التصوير بالأشعة المقطعية.
  • الفحص الطبي وسؤال المريض عن التدخين ومدته ووجود تاريخ عائلي بالإصابة.
  • فحص الخلايا في البلغم. 
  • فحص تركيز الغازات في الدم.
  • أخذ خزعة من خلايا الرئة.

علاج سرطان الرئة 

اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة يزيد من فرص الحصول على نتائج إيجابية عند علاجه ويعتمد العلاج على عدة عوامل مثل نوع السرطان ومدى انتشاره وعمر المريض وحالته الصحية، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • الجراحة ويتم فيها ازالة منطقة النسيج التي يوجد بها الورم السرطاني وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بها وقد يضطر الأطباء في الحالات المتقدمة من المرض من استئصال فص من الرئة أو استئصال الرئة بالكامل.
  • العلاج الكيميائي حيث تستعمل أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع نموها، ويستخدم هذا العلاج قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعدها للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.
  • العلاج الاشعاعي لقتل الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الورم باستخدام أشعة عالية الطاقة وهذه الطريقة مفيدة للأشخاص الذين لا يتحملون الجراحة.
  • العلاج الموجه والذي تستخدم فيه أدوية تستهدف مواد كيميائية محدد داخل الخلايا السرطانية وتناسب هذه الطريقة الأشخاص الذين تحتوي خلاياها السرطانية تغيرات معينة في الحمض النووي. 
  • العلاج المناعي وهو علاج بالأدوية يعزز جهاز المناعة لمساعدة الجسم في قتل الخلايا السرطانية وقد يستخدم بعد الجراحة لقتل ما تبقى من خلايا سرطانية.
  • الرعاية التلطيفية يقوم بها فريق من اختصاصي الرعاية الصحية المدربين تدريب خاص لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة للمرضى بجانب الدعم النفسي للمريض وأسرته.

الوقاية من سرطان الرئة

دائما الوقاية خير من العلاج لذلك فإن أفضل طريقة للوقاية من سرطان الرئة هي تجنب العوامل المسببة للمرض واتخاذ التدابير الوقائية مثل:

  • الابتعاد عن التدخين إذا كنت لم تدخن من قبل فهو يعتبر المسبب الأول للمرض.
  • الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخن فيجب التوقف فورا لتقليل خطر الاصابة بالمرض.
  • تجنب التدخين السلبي والتواجد في أماكن بها أشخاص تدخن.
  • تجنب التعرض للمواد المسرطنة.
  • تناول غذاء صحي غني بالخضروات والفواكه.
  • ممارسة الرياضة بشكل دوري.
  • تقليل التعرض للأدخنة الضارة والهواء الملوث.

التعايش مع سرطان الرئة

علاج سرطان الرئة يتطلب من المريض وأسرته الكثير من الصبر والقوة. إن التثقيف حول المرض يمكن المرضى من فهم حالتهم بشكل أفضل، ويتيح لهم اتخاذ قرارات واعية حول خيارات العلاج والرعاية كذلك يجب أن يهتم الفريق الطبي بالجانب الإنساني وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم وأن يكون هناك تواصل مستمر مع المريض لمتابعة حالته الصحية وإذا ما ظهرت أي أعراض جانبية جديدة والتأكد من التزام المريض بتناول الأدوية الموصوفة له حيث  يعد الالتزام بخطة العلاج التي يحددها الطبيب أمرا أساسيا ويجب أن يقوم الأطباء بتعزيز الأمل عند المرضى وأسرهم، كما ينصح المرضى بتبني نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة.

سرطان الرئة مرض معقد وخطير ولكن مع الفحص المبكر والتشخيص الدقيق ومع التقدم في مجال الطب فهناك دائما فرصة للعلاج والشفاء من هذا المرض الخبيث.

المصادر