سرطان الكبد من أخطر الأورام السرطانية، حيث يعتبر الكبد عضو حيوي مهم في الجسم يقع في يمين البطن تحت الحجاب الحاجز يلعب دورًا محوريا في العديد من وظائف الجسم الحيوية، إذ يقوم بتنقية الدم والتخلص من السموم وإنتاج الصفراء المسؤولة عن هضم الدهون وتخزين الجلوكوز وهو عرضة لإصابته بالعدوى الفيروسية والأورام التي تؤثر سلبا على الوظائف الحيوية بالجسم.
ما هو سرطان الكبد؟
يعد سرطان الكبد من أكثر أنواع الأورام انتشاراً على مستوى العالم وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية التي أعلن عنها عام 2022 فقد تم تسجيل حوالي 900 ألف حالة جديدة من سرطان الكبد على مستوى العالم مما يجعله يحتل المركز السادس عالمياً كأكثر الأورام انتشارا و الثالث عالمياً كأكثر الأورام السرطانية المسببة للوفيات، وهو السرطان الأكثر انتشارا بين الرجال وغالبا ما يصيب الأشخاص فوق سن 50 إلى 65 عاما، وهو قد يكون أوليا عندما ينشأ فى خلايا الكبد نفسه ويسمى سرطان الخلايا الكبدية أو ثانويا عندما يكون ناتجا من انتشار السرطان من عضو آخر إلى الكبد.
أسباب سرطان الكبد
عادة ما يكون سبب الإصابة المباشرة بالسرطان غير معلوم ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة منها:
- العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي (B أوC).
- السمنة المفرطة.
- الإفراط فى تعاطي الكحولات.
- التليف الكبدي الناتج عن التعرض المفرط للسموم وخاصة الأفلاتوكسين.
- الإصابة بمرض السكري.
- التدخين.
- الأمراض الوراثية مثل داء ويلسون وداء ترسب الأصبغة الدموية.
أعراض سرطان الكبد
غالبا ما تكون أعراض الإصابة غير واضحة في مراحل المرض المبكرة مما يجعل التشخيص المبكر للورم السرطاني غاية فى الصعوبة وتزداد الأعراض وضوحًا وشدة بتعقد الحالة المرضية، ويمكن تلخيص هذه الأعراض كالتالى:
- فقدان الشهية وفقدان الوزن المفاجئ دون أسباب واضحة.
- الشعور بالإرهاق والتعب المستمر.
- غثيان وقيء.
- ظهور آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن قد يمتد إلى الظهر أو الكتف.
- انتفاخ البطن نتيجة لتراكم السوائل (الاستسقاء) مصحوبة باصفرار في الجلد والعينين بسبب تراكم صبغة البيليروبين.
- حكة جلدية مستمرة ناجمة عن تراكم الأملاح الصفراوية.
- تغير لون البول إلى الداكن أو البراز إلى اللون الشاحب.
- حمى غير مبررة.
- نوبات من النزيف والكدمات.
أخطر مراحل سرطان الكبد
تعتبر المرحلة الرابعة هى الأكثر خطورة حيث يكون المرض انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم،ويعتمد العلاج على تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المريض وتقسم الى مرحلتين:
- المرحلة الرابعة A وينتشر المرض فيها إلى الغدد الليمفاوية المجاورة للكبد ولم يصل الى أعضاء الجسم الأخرى.
- المرحلة الرابعة B وينتشر المرض فيها إلى أعضاء بعيدة فى الجسم مثل الرئتين أو الدماغ أو العظام وربما يتواجد أيضا فى الغدد الليمفاوية.
تشخيص سرطان الكبد
ينصح الأطباء المرضى المعرضين لسرطان الكبد بسبب وجود عوامل خطورة لديهم مثل تعاطي الكحول أو مرض السكري أو إصابات سابقة بفيروسات الكبد بإجراء فحوصات دورية للإطمئنان والتشخيص المبكر للمرض حيث أن الاكتشاف المبكر يلعب دورًا حاسمًا في الاستجابة للعلاج وفيما يلي بعضاً من هذه الفحوصات:
- دراسة التاريخ الطبي للأشخاص مثل الأمراض الوراثية بالعائلة و التعرض فيما سبق لالتهاب الكبد الفيروسي أو السموم و أنماط استهلاك الكحوليات.
- الفحص السريري الدقيق للتحقق من وجود الأعراض المرتبطة بالمرض مثل اصفرار الأنسجة و انتفاخ البطن.
- تحليل الدم لتقييم وظائف الكبد عن طريق تحديد مستوى أنزيمات الكبد مثل ALT وAST مستوى البيليروبين ومستوى ألفا فيتوبروتين والذي يُعتبر ارتفاع مستوياته في الدم مؤشراً رئيسيًا لسرطان الكبد.
- الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي لتصوير البطن للكشف عن وجود أورام أو تغيرات في الكبد وتحديد حجم الورم وتقييم مدى انتشار الورم وتأثيره على الأعضاء المجاورة.
- أخذ عينة من الكبد (خزعة كبدية) باستخدام إبرة خاصة تحت توجيه التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لإجراء الاختبارات المجهرية.
علاج سرطان الكبد
يعتمد علاج أورام الكبد على حجم ونوع الورم ومرحلة تطوره والحالة العامة للكبد وأيضا على العمر والحالة الصحية للمريض، وتكون فرص العلاج أفضل إذا تم اكتشاف المرض فى مراحله المبكرة، ويتم العلاج باحدى الطرق التالية:
- الجراحة وهى الخيار الأفضل إذا كان الورم محدوداً في جزء من الكبد بحيث يمكن استئصال الجزء المصاب من الكبد مع الحفاظ على النسيج السليم المتبقي.
- زراعة الكبد تعد الحل الأمثل في الحالات التي تترافق مع انتشار تليف كبدي أو أورام صغيرة متعددة حيث يتم استبدال الكبد المتضرر بكبد صحي من متبرع.
- الترددات الحرارية التي تعتمد على استخدام الحرارة لتدمير الورم وتستخدم في الحالات التي قد يتعذر فيها إجراء الجراحة بسبب الحالة الصحية للمريض أو تشعب الورم وانتشاره.
- الإغلاق الشرياني الكيميائي الذي يتم بحقن أدوية مباشرة إلى الورم عبر الأوعية الدموية المغذية له بهدف تقليل التغذية المتوفرة له ومن ثم تقليص حجمه.
- العلاج الإشعاعي الذي يعتمد على إدخال جزيئات مشعة صغيرة مباشرة إلى نسيج الكبد عبر الأوعية الدموية لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج بالتبريد يتم فيها تجميد الورم ثم الكى باستخدام موجات الراديو وهى مناسبة لحالات معينة من سرطان الكبد.
- العلاجات المنشطة لجهاز المناعة لتحفيز مهاجمة الخلايا السرطانية وقد أظهرت هذه الأدوية نتائج واعدة في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
- العلاجات الكيميائية التي تعمل على تثبيط نمو الأوعية الدموية التي تغذي الورم والحد من تطوره.
متابعة ما بعد علاج سرطان الكبد
متابعة ما بعد علاج أورام الكبد تُعد خطوة مهمة جدا لضمان نجاح العلاج وتقليل خطر عودة نمو الخلايا السرطانية وتتطلب متابعة دقيقة عن طريق إجراء فحوصات دورية من خلال زيارات منتظمة للطبيب المختص تتضمن مراجعة أي أعراض مستجدة قد تشير إلى عودة المرض وتكون عادةً كل ثلاثة إلى ستة أشهر خلال السنوات الأولى بعد العلاج.
يهتم نظام المتابعة الدورية أيضًا بالتعامل مع المضاعفات المحتملة للعلاج مثل تليف الكبد أو فشل وظائف الكبد وتقييم الحاجة إلى أدوية داعمة أو إجراءات طبية إضافية لتحسين وظائف الكبد والحفاظ على صحة المريض. أما بالنسبة للمرضى الذين خضعوا لزراعة الكبد فإن متابعتهم تركز على مراقبة وظيفة الكبد المزروع والرصد المبكر لعلامات رفض الجسم للعضو الجديد وتتطلب استخدام مثبطات المناعة والالتزام بنمط حياة صحي.
تظل الرعاية النفسية وتقديم الدعم لهؤلاء المرضى عاملاً مهماً حيث يواجه الكثير منهم تحديات كثيرة بعد العلاج مثل القلق من عودة المرض أو التكيف مع نمط الحياة الجديد، يشجع المرضى على تبني عادات صحية مثل الامتناع عن الكحول، الالتزام بنظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن صحي إلى جانب تجنب العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الكبد، مثل العدوى الفيروسية.
الوقاية من سرطان الكبد
لا يمكن منع الإصابة بالسرطان ولكن يمكن تقليل مخاطر الإصابة به عن طريق اتباع سلوكيات معينة منها:
- الامتناع عن التدخين والمشروبات الكحولية.
- اتباع نظام غذائي صحي ومفيد وتجنب الأطعمة الملوثة بالأفلاتوكسين.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- التطعيم ضد التهاب الكبد B.
سرطان الكبد مرض خطير ولكنه ليس له علاج كما يمكن الوقاية منه فالالتزام بنمط حياة صحي والكشف المبكر عند ظهور أي أعراض يمكن أن يرفع من نسب الشفاء وتحسين الحالة الصحية للمريض.
المصادر
https://www.healthline.com/health/liver-cancer#diagnosis
https://www.webmd.com/cancer/understanding-liver-cancer-basic-information
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/liver-cancer/symptoms-causes/syc-20353659
https://www.cancer.org/cancer/types/liver-cancer/detection-diagnosis-staging/detection.html