فيتامين د هو أحد الفيتامينات الأساسية ذات الطبيعة الدهنية ويلعب دورا رئيسيا في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور اللازمين لبناء العظام في جسم الإنسان. يحصل الجسم على احتياجاته من فيتامين د بشكل أساسي من بعض الأطعمة مثل الأسماك ومنتجات الألبان والبيض ومن تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية أثناء ساعات النهار الأولى، ويعد نقص فيتامين د من المشاكل الصحية الشائعة على مستوى العالم التي تصيب جميع الفئات العمرية إلا أنها تكون أكثر شيوعا بين الإناث، مع ارتفاع معدلات هذا النقص بين الأطفال بسبب سوء التغذية وقلة التعرض للشمس، يؤدي هذا النقص إلى مشاكل صحية مثل ضعف المناعة، وآلام العظام، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

أهمية فيتامين د للأطفال

حصول الأطفال في مراحل النمو المختلفة على مستويات كافية من فيتامين د أمر ضروري لضمان النمو الصحي والوقاية من مشكلات صحية في المستقبل لذا تشكل المتابعة الدورية مع طبيب الأطفال وفحص مستوى فيتامين د عاملا مهما لضمان نمو طبيعي، وتتلخص هذه الأهمية كالتالي:

  •    يساهم في تحسين امتصاص الكالسيوم والفسفور من الأمعاء مما يساعد على تكوين عظام قوية وصحية.
  •   يتسبب نقصه بالإصابة بمرض الكساح الذي يسبب ضعف وتشوه العظام بما يؤثر على نمو الطفل وحركته.
  •    يساعد في دعم صحة العضلات مما يحسن من النشاط البدني والحركي للأطفال.
  • يلعب دورا في تعزيز الجهاز المناعي مما يساعد على مقاومة العدوى الفيروسية والبكتيرية.
  • يعاني الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين د من أمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والربو.
  • يحسن من الوظائف الإدراكية والذهنية ويقي من المشكلات النفسية لدى الأطفال، مثل القلق والاكتئاب.
  •  يعزز صحة الأسنان من خلال تحسين امتصاص الكالسيوم اللازم لتكوين الأسنان وحمايتها من التسوس.

أهمية فيتامين د للكبار

يلعب فيتامين د دورا محوريا في العديد من وظائف الجسم، كما يؤثر بشكل مباشر على صحة العظام والجهاز المناعي والعديد من العمليات الحيوية الأخرى في جسم الإنسان، وفيما يلي أهم هذه الأدوار:

  •  يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الجهاز الهضمي، مما يحافظ على صحة العظام والأسنان.
  • يلعب دورا في تنظيم هرمون السيروتونين الذي يؤثر على المزاج العام.
  • يمنع هشاشة العظام والتي قد تتسبب في ضعف العظام وزيادة التعرض للكسور.
  • الحماية من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكري وبعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والثدي والبروستاتا.
  • يساعد في تقليل الالتهابات التي قد تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

أسباب نقص فيتامين د

قد يحدث نقص فيتامين د عن الاحتياج الطبيعي للجسم نتيجة عدة عوامل قد تؤثر على إنتاجه في الجلد واستخدامه في الجسم. وفيما يلي أهم الأسباب: 

  • قلة التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية خاصة في المناطق التي تتميز بفصل شتاء طويل أو فترات النهار القصيرة.
  • استخدام واقي الشمس بشكل مفرط يقلل من امتصاص الأشعة فوق البنفسجية مما يعيق إنتاج فيتامين د في الجلد. 
  • قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الأسماك وصفار البيض ومنتجات الألبان.
  • يعاني الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا في نقص التمويل الغذائي الكافي من فيتامين د.
  • يعد الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أكثر عرضة لنقص فيتامين د حيث يعمل جلدهم الغني بصبغة الميلانين كحاجز طبيعي يمنع امتصاص الأشعة فوق البنفسجية. 
  • تتأثر قدرة الجسم على إنتاج فيتامين د في الجلد عند التعرض للشمس بالتقدم في السن.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر عرضة لنقص فيتامين د حيث يقوم الجسم بتخزينه في الأنسجة الدهنية مما يصعب من استغلاله بواسطة الجسم.
  • الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي وأمراض الكبد تعيق من عملية تحويل فيتامين د إلى شكله النشط في الجسم.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي قد تؤثر على امتصاص الفيتامين.
  • بعض أدوية الصرع والكورتيزون وأدوية تخفيض الكوليسترول يمكن أن تقلل من مستويات فيتامين د في الجسم.  

اعراض نقص فيتامين د عند الأطفال

يؤدي نقص فيتامين د عند الأطفال الى نتائج صحية وخيمة على المدى القصير وعلى حالتهم الصحية العامة مستقبلا، ويمكن أن نوجزها فيما يلي:

  •  يؤدي نقصه إلى مرض الكساح الذي يسبب ضعف العظام وتشوهها وتقوس الساقين.
  • قد يعاني الأطفال في مراحل العمر الأولى من بطء في النمو الجسدي مقارنة بأقرانهم.
  • يظهر الأطفال الذين يحصلون على كميات غير كافية من فيتامين د تأخر في اكتساب المهارات الحركية.
  • في حالات النقص الشديد قد يؤدي نقص الكالسيوم المرتبط بنقص فيتامين د إلى التشنجات العضلية.
  • تكرار الإصابة بالعدوى خاصةً التهابات الجهاز التنفسي.

اعراض نقص فيتامين د عند الكبار

عند نقص مستوى فيتامين د عن معدله الطبيعي الذي يتراوح بين 20 نانوغرام/مليلتر تظهر بعض الأعراض منها:  

  • ألم مستمر في العظام، خاصة في أسفل الظهر والساقين.
  • الشعور بالإرهاق والتعب العام.
  • يؤثر النقص الشديد على قوة العضلات مما يزيد من خطر السقوط خاصة عند كبار السن.
  • يؤدي النقص المزمن إلى نقص نسب الكالسيوم في العظام وبالتالي زيادة خطر الكسور بسبب ضعف كثافة العظام.
  • تغيرات في المزاج والشعور بالاكتئاب أو القلق.
  • يزيد النقص من خطر العدوى المتكررة بنزلات البرد والإنفلونزا.
  • بطء في شفاء الجروح والإصابات.
  • التعرض الى العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بأمراض القلب والأورام.

علاج نقص فيتامين د

يعتمد علاج نقص فيتامين د على أسباب النقص ودرجته وعمر المريض والحالة الصحية العامة له، وتتمثل طرق العلاج في الآتي:

  • تستخدم مكملات فيتامين د لتعويض النقص بحيث يتم تحديد الجرعة ومدة العلاج بناء على مستوى النقص في الدم.
  • في حالات النقص الشديد لفيتامين د قد يوصي الأطباء باستخدام جرعات عالية جدًا على المدى القصير قد تصل الى 50000 وحدة دولية أسبوعيا أو شهريا تحت إشراف طبي لتسريع رفع مستويات فيتامين د في الجسم. قد يتطلب الأمر علاجًا مكملًا لتقوية العظام، مثل استخدام مكملات الكالسيوم بالتوازي مع فيتامين د.
  • تعديل النظام الغذائي ليعتمد بصورة أكبر على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الأسماك الدهنية (السلمون، السردين، والتونة) ومنتجات الألبان وصفار البيض والكبد الحيواني.
  • يعد التعرض المباشر لأشعة الشمس الغنية بالأشعة فوق البنفسجية في ساعات النهار الأولى من أهم الطرق لزيادة مستويات فيتامين د حيث يساعد الجلد على إنتاج فيتامين د ويُنصح بتعريض الجسم للشمس لمدة 10-30 دقيقة عدة مرات في الأسبوع، مع تجنب التعرض المفرط لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
  • يكون العلاج الطبيعي والتقويم الجراحي خيارا هاما في حالات الكساح عند الأطفال أو هشاشة العظام عند البالغين.

الوقاية من نقص فيتامين د

تعد الوقاية من نقص فيتامين د أمرا هاما للحفاظ على الصحة العامة، خاصة للأفراد الذين تفتقدون التعرض الكافي إلى أشعة الشمس

  • تعريض الوجه والذراعين لأشعة الشمس المباشرة لمدة تتراوح بين 10-30 دقيقة عدة مرات في الأسبوع حسب لون البشرة والموقع الجغرافي. قد يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة إلى وقت أطول في الشمس للحصول على نفس كمية الفيتامين.
  • يجب تضمين الأطعمة الغنية بفيتامين د في النظام الغذائي مثل الأسماك الدهنية والحليب المدعم وصفار البيض والكبد البقري وبعض الأطعمة الأخرى مثل الحبوب والعصائر التي قد تحتوي على فيتامين د.
  • يوصى باستخدام مكملات فيتامين د، خاصة في حالات التعرض المحدود للشمس أو عند الأشخاص الذين يعانون يعتمدون في نظامهم الغذائي على النظام النباتي فقط.
  • قد يحتاج الأطفال الرضع الذين يعتمدون فقط على الرضاعة الطبيعية إلى مكملات فيتامين د، لأن حليب الأم يحتوي على كميات منخفضة من الفيتامين.
  • كبار السن والأشخاص ذوو السمنة المفرطة والذين يعانون من أمراض الكلى قد يحتاجون إلى مكملات تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د بصورة مستمرة.

مع تزايد الوعي بأهمية فيتامين د وللحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية يجب أن نحرص على اتباع نمط حياة صحي والفحص الدوري للوقاية من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن نقص الفيتامين.   

المصادر