يتعلق إلتهاب الثدي والإصابة بخراج في الثدي بوجود جراثيم تسبب المرض بحليب الأم، حيث يتلاشى إلتهاب الثدي بشكل عام أثناء الرضاعة خلال العلاج بمضادات حيوية مناسبة ولا تمثل خطرا على صحة الشخص.

ما هو إلتهاب الثدي 

إلتهاب الثدي، أو كما يطلق عليه إلتهاب الضرع، عبارة عن استجابة التهابية تنمو في الأنسجة التي تكون غدد الثدي التي توجد بمنطقة الثدي والذي يقود بدوره للإصابة باحمرار وتورم بمنطقة الثدي، غالبا ما يصيب إلتهاب الثدي إحدى الثديين فقط، ولكن بحالات نادرة قد يصيب كلا الثديين في نفس الوقت.

يعتبر إلتهاب الثدي منتشرا لدى السيدات أثناء فترة الرضاعة الطبيعية ، ويمكن تسميته أيضا التهاب الثدي النفاسي أو إلتهاب الثدي الإرضاعي، ويحدث غالبا أثناء الشهور الثلاثة الأولى عقب الولادة، ولكن يمكن أن يحدث أثناء الفترات اللاحقة وقد تبلغ عامين عقب ولادة الطفل، وينبغي ذكر أن إلتهاب الثدي قد يصيب النساء أثناء أول فترات من حياتهم، وبحالات نادرة قد يصيب الرجال أيضا.

أعراض وعلامات التهاب الثدي 

قد تظهر أعراض وعلامات التهاب الثدي بصورة مفاجئة، وتشمل التالي:

  • تورم الثدي.
  • الشعور بالمرض بشكل عام.
  • دفء الثدي خلال اللمس.
  • إحمرار الجلد في الغالب في شكل إسفين. 
  • سماكة أنسجة الثدي.
  • إفرازات الحلمة، وقد تكون بيضاء وأحيانا تحتوي دم.
  • تضخم وانتفاخ الثدي.
  • ألم أو الشعور بحرقان مستمر أو خلال الرضاعة الطبيعية.
  • أيضا قد يعاني مرضى إلتهاب الثدي بالإصابة بخراج بمنطقة الثدي، حيث يعتبر إحدى مضاعفات إلتهاب الثدي، ويمكن ملاحظة وجوده عن طريق:
    • الشعور بوجود كتلة في الثدي، وهذا بحالة فقط كون الخراج بالطبقات السطحية للثدي.
    • الحمى المستمرة.
    • إفراز الثدي للصديد.
    • عدم التحسن واختفاء الأعراض بمرور 48-72 ساعة من تناول العلاج.

أسباب إلتهاب الثدي 

في الغالب يحدث إلتهاب الثدي لأحد أو كلا السببين التاليين:

بقاء أو تراكم الحليب في منطقة الثدي 

يعتبر تراكم الحليب السبب الأساسي لحدوث إلتهاب الثدي لدى السيدة المرضعة، فقد يؤدي بقاء أو تراكم الحليب في الثدي للتعرض لاستجابة التهابية داخل الأنسجة، كما يعتبر الحليب بيئة ملائمة لتطور البكتيريا لهذا قد يترتب على تراكمه للزيادة من فرصة تطور البكتيريا وقد تقود أحيانا للتعرض لعدوى بكتيرية داخل أنسجة الثدي، ويحدث هذا التراكم للحليب بسبب:

  • عدم ارضاع الطفل بصورة مستمرة.
  • الإصابة بانسداد في قنوات الحليب الموجودة بمنطقة الثدي فيترتب عليها تراكمه في الثدي وعدم خروجه.
  • وجود مشكلة في رضاعة الطفل، مثل عدم مقدرته على امتصاص الحليب بالثدي، أو عدم تمكن الطفل من إمساك الحلمة بشكل صحيح.

دخول البكتيريا إلى الثدي 

ببعض الأحيان تدخل البكتيريا من خلال فم الطفل وسطح الجلد لقنوات الحليب عن طريق شق بجلد الحلمة أو عن طريق فتحة قناة الحليب، حيث أن الحليب الراكد داخل الثدي الغير مفرغ يتيح أرضا خصبة لنمو البكتيريا.

عوامل خطر التهاب الثدي 

تضم عوامل خطر التهاب الثدي التالي:

  • حلمات متشققة أو متقرحة برغم كون إلتهاب الضرع قد يتطور بدون أن يصيب الجلد.
  • الشعور بالإجهاد والتعب الشديدين.
  • التدخين.
  • نوبة التهاب سابقة خلال الرضاعة الطبيعية.
  • سوء التغذية.

تشخيص إلتهاب الثدي 

غالبية حالات التهاب الثدي يتم تشخيصها عن طريق معرفة السيرة المرضية والقيام بالفحص السريري، بداية قد يقوم الطبيب بسؤال الشخص بعض الأسئلة والتي تشمل التالي:

  • العلامات، حيث يسأل الطبيب عن طبيعتها، ومدى قوتها، ومتى ظهرت.
  • بحالة قيام المرأة بالرضاعة الطبيعية، وعن وجود رابط ما بين القيام بالرضاعة وازدياد أو ظهور الأعراض.
  • هل يوجد حمل لدى المرأة.
  • الأمراض التي تواجهها، والمكملات الغذائية والأدوية التي تأخذها سواء كانت بوصفة الطبيب أو بدون وصفة طبية.

وبعدها قد يجري الطبيب الفحص البدني حتى يتأكد ولكي يحصل على التشخيص الملائم، وفي بعض الحالات قد يتجه الطبيب للقيام بالفحوصات والاختبارات وهذا بحالة:

  • لا توجد استجابة للعلاج المتوفر.
  • كانت علامات المرض شديدة.

قد يطلب الطبيب القيام بتحليل عينة لحليب الثدي أو للخراج الموجود بمنطقة الثدي وهذا لكي:

  • نتأكد من وجود التهاب في الثدي.
  • معرفة نوع البكتيريا الذي يسبب الإلتهاب البكتيري، وهذا لاختيار إحدى المضادات الحيوية الفعالة ضد هذه البكتيريا التي تسبب المرض.

مضاعفات إلتهاب الثدي

قد يؤدي إلتهاب الثدي بحالة عدم تلقي العلاج بالوقت الملائم لحدوث مضاعفات ومنها:

  • الإصابة به مرة أخرى: حينما تصاب بإلتهاب الثدي لمرة واحدة، قد تصاب به مرة أخرى، خاصة بعدم أخذ العلاج بالوقت المناسب أو علاج فير كافي.
  • تسمم الدم: بحالة عدم تلقي العلاج الملائم والفعال قد تنتشر العدوى وتصل للدم، وينبغي أن نذكر أن حالة تسمم الدم خطيرة وتهدد حياة الشخص.

أشكال التهاب الثدي 

هناك عدة أشكال لالتهاب الثدي، وفيما يلي نبذة عن أشكال التهاب الثدي:

إلتهاب الثدي الخلالي 

في الغالب يحدث بسبب إلتهابات غير جرثومية، قد تتسبب فيها عوامل كإنغلاق القنوات اللبنية أو الحساسية، ويظهر في صورة إنتفاخ عام بالثدي مع ألم.

إلتهاب الثدي المزمن

قد يحدث هذا النوع بسبب تجمع اللبن داخل القنوات اللبنية، أو الإلتهاب الحبيبي والذي يكون بسبب عدوى طويلة الأمد أو أمراض مناعية، وقد تتكون كتل صلبة بالثدي مع مرور الوقت.

إلتهاب الثدي الجرثومي الحاد

يحدث هذا النوع بسبب عدوى بكتيرية، في الغالب تكون بسبب البكتيريا العنقودية الذهبية، وعادة ما يصيب السيدات المرضعات، إذ تدخل البكتيريا خلال تشققات داخل الحلمة، ويتميز بظهور حرارة، تورم بالثدي، احمرار، وألم، وقد يرافقها أعراض تشبه الانفلونزا.

إلتهاب الثدي الغير جرثومي

يحدث هذا النوع من الإلتهاب نتيجة تحسس أو تهيج تجاه شئ، كمنتجات البشرة، أو الملابس الضيقة، ولا ترافقه عدوى، ويظهر في الغالب كاحمرار بسيط مع تورم بدون علامات جهازية.

إلتهاب الثدي السرطاني 

هذا النوع من الإلتهاب نادر وقد يشير لنوع نادر من سرطان الثدي يطلق عليه سرطان الثدي الالتهابي، يرافقه علامات مشابهة للالتهاب العادي كالتورم أو الاحمرار، ولكن يحتاج علاج وتشخيص.

ما هو إلتهاب الثدي الهرموني 

إلتهاب الثدي الهرموني والذي يطلق عليه أيضا إلتهاب الضرع، ويعتبر عدوى تصاب بها الأنسجة بإحدى غدد الثدي أو كلاهما، حيث تكون هناك بقعة صلبة وتؤلم في الثدي لدى أغلب السيدات المرضعات، وقد يرجع هذا للتغير الهرموني الحادث منذ وقت الإباضة وحتى وقت الرضاعة الطبيعية والولادة، حيث يزداد هرمون الحليب ويتناقص هرموني البروجسترون والاستروجين خلال فترة الرضاعة الطبيعية.

يؤثر إلتهاب الثدي الهرموني على حوالي   10- 33% من السيدات المرضعات، وفي الغالب يتطور أثناء الشهور الثلاثة الأولى عقب الولادة، وقد يحدث أيضا عقب عامين.

قد يصبن بإلتهاب الضرع السيدات الغير مرضعات بحالات نادرة وخاصة خلال حدوث خلل وتغير في الهرمونات من توقف الطمث، أو خلل بالدورة الشهرية، وبحالات نادرة يصيب الرجال.

أعراض إلتهاب الثدي الهرموني 

قد تشعر السيدات ممن لديهن إلتهاب الضرع، تعب وألم شديد إضافة لإلتهاب الثدي، قد تكون علامات إلتهاب الثدي يشابه علامات الأنفلونزا، ومن أعراض التهاب الثدي الهرموني التالي:

  • سخونة الثدي خلال اللمس.
  • الشعور بألم بالثدي.
  • تورم الثدي.
  • الشعور بالحرقان خلال الرضاعة الطبيعية.
  • احمرار الثدي وتحوله على شكل إسفين.
  • خروج إفرازات من الحلمة بصورة غير طبيعية.
  • القيء أو الغثيان.
  • قشعريرة وحمى.
  • الخراج، إفراز قيح وافرازات من الحلمة.

المصادر