يطلق على تحليل البصمة الغذائية “تحليل عدم التحمل الغذائي” وهو عبارة عن تحليل يتم استخدامه للكشف عن الأكلات التي ينتج عنها عدم تحمل غذائي لدى الشخص، وعدم التحمل الغذائي هو حالة يواجه بها الشخص صعوبة بهضم بعض الأكلات أو المكونات التي يحتويها الطعام بصورة صحيحة، وفي الغالب يكون هذا بسبب نقص إنزيمات محددة، لذلك تتضح عليه بعض العلامات عقب ساعات من تناول المكون أو الطعام الذي لا يتحمله مثل الإسهال وآلام البطن والانتفاخ والطفح الجلدي والغثيان والصداع وسيلان الأنف والتعب.

ما هو الفرق بين حساسية الطعام وعدم التحمل الغذائي؟

يختلف عدم التحمل الغذائي عن حساسية الطعام، حيث يحدث نتيجة لخلل بجهاز الهضم أو امتصاص بعض الأكلات، في حين تحدث حساسية الطعام نتيجة خلل بجهاز المناعة، إذ يخطئ جهاز المناعة ويهاجم المواد الغذائية مثل الدسم أو البروتينات فيهدد الجسم ويطلق الغلوبولين التحسسي المناعي.

أيضا تختلف أعراض وعلامات المرضين عن بعضهما، بحالة عدم التحمل الغذائي يواجه المريض تغيرات هضمية مثل الغازات والانتفاخ والإسهال وغيرها من العلامات الغير مهددة للحياة والتي تتطلب ساعات لكي تتضح عقب تناول الطعام، في حين بحالة حساسية الطعام يواجه المريض علامات الحساسية والتي تضم تورم وحكة وطفح جلدي و وذمات، أيضا قد يواجه أعراض خطيرة مثل تورم المسالك التنفسية التي تهدد الحياة، أيضا قد تظهر هذه العلامات بغضون دقائق من تناول الأطعمة المسببة للتحسس.

كيف يتم إجراء تحليل البصمة الغذائية 

حقيقة يعتبر هذا التحليل معقد لحد ما، حيث لا يعاني المريض عادة من عدم تحمل إحدى أنواع الطعام بل من بضعة أنواع، لذلك يتم القيام ببعض الإختبارات معا، ونوضح أهمها فيما يلي:

  • نظام الإقصاء الغذائي 

        يمكن تشخيص عدم التحمل الغذائي من خلال اتباع نظام غذائي مصمم بشكل خاص يطلق عليه نظام الإقصاء الغذائي لتصغير نطاق الأكلات المشتبه بها، حيث تزال الأكلات التي يظن الطبيب أنها قد تكون السبب بظهور الأعراض، وتقدم عقب هذا واحدا تلو الآخر ومتابعة ظهور الأعراض.

في الغالب تستمر الحمية لحوالي خمسة أو ستة أسابيع، أثناء أول 2-3 أسابيع تزال الأكلات التي يظن الطبيب أنها السبب بظهور العلامات من الحمية الغذائية، مثل الذرة والمكسرات ومنتجات الألبان وفول الصويا والقمح والفواكه الحمضية والبيض والجلوتين والمأكولات البحرية والبيض وغيرها، وعقب هذا يتم إرجاع كل مجموعة غذائية بصورة فردية على مدار 2-3  ايام ومتابعة العلامات.

بحالة ظهور أي علامات خلال إدخال إحدى المجموعات الغذائية، يتم وضعها كمحفز، في تعد المجموعات الغذائية التي لا ينتج عنها أية أعراض مقبولة.

  • اختبار التنفس الهيدروجيني 

يمكن اكتشاف عدم تحمل اللاكتوز من خلال هذا الإختبار، ويعتبر اللاكتوز إحدى أهم المواد المسببة لعدم التحمل الغذائي،  إذ يطلب من الشخص أثناء تحليل البصمة الغذائية تناول سائل يتضمن اللاكتوز، ثم التنفس داخل وعاء شبيه للبالون بكل ثلاثون دقيقة لبضعة ساعات.

  • تحاليل الدم

        تكشف تحاليل الدم المناعية معدلات الأجسام المضادة المناعية كالغلوبين المناعي G تعتبر إحدى تحاليل البصمة الغذائية التي قد يوصي بها الطبيب، حيث يدل إرتفاع معدلات الأجسام المضادة المناعية عقب التعرض لنوع أكل محدد لعدم تحمل هذا النوع من الطعام.

  • اختبار النبض

        يعمل الطبيب على قياس النبض، وعقب هذا يطلب من الفرد تناول الأكل المشتبه به وقياس النبض مرة ثانية عقب 15 دقيقة، فقد يدل إرتفاع 10 نبضات بالدقيقة لعدم التحمل الغذائي.

وبالنهاية، ينبغي التنويه أنه لا تتاح اختبارات كافية لاكتشاف كافة أنواع عدم التحمل الغذائي، فمثلا لا تتاح اختبارات لاكتشاف عدم تحمل الغلوتين أو الهيستامين. 

ما هي أسباب عدم التحمل الغذائي؟ 

يواجه الأشخاص بهذه الحالة خلال تناول أكلات محددة لا يتمكن الجسم من امتصاصها وهضمها، ويرجع هذا لافتقاد إنزيم محدد مسؤول عن هضم المادة الغذائية التي تسبب المرض، ومن أكثر الأكلات انتشارا والتي تسبب عدم التحمل الغذائي:

  • منتجات الشعير والقمح التي تحتوي الغلوتين.
  • الكافيين (الشاي والقهوة والمشروبات الغازية).
  • الساليسيلات (بعض الخضروات والفواكه والبهارات)
  • الكحول.
  • منتجات الحليب التي تحتوي اللاكتوز.
  • الهستامين (الجبن والشوكولا والأناناس والموز)
  • الكبريتات ( النبيذ والبيرة وعصير التفاح).
  • جلوتامات أحادية الصوديوم( اللحوم المعالجة وبعض الفواكه الناضجة والأطعمة المملحة. 

الأنواع الأكثر انتشارا لعدم التحمل الغذائي 

فيما يلي أكثر أنواع عدم التحمل الغذائي انتشارا:

  • عدم تحمل الغلوتين

الغلوتين عبارة عن بروتين يوجد في الشعير والقمح ومشتقاته، ويندرج تحت أمراض المناعة الذاتية ويستعمل في تشخيصها تحاليل الأمراض المناعية، إذ يواجه الجسم صعوبة بهضم الغلوتين فتظهر اضطرابات هضمية خلال تناوله.

  • عدم تحمل اللاكتوز

            يعتبر من الأنواع الأكثر انتشارا لعدم التحمل الغذائي، حيث يواجه المرضى بحالة عدم تحمل اللاكتوز من تناقص إنزيم اللاكتاز الضروري لتفكيك اللاكتوز.

يحتوي الحليب ومشتقاته على سكر اللاكتوز، لذلك يتبع هؤلاء المرضى لحمية تخلو من الحليب ومشتقاته، وقد يوصى لهم بتناول حليب الصويا كبديل ملائم.

  • عدم تحمل الهستامين

الهستامين عبارة عن مادة كيميائية توجد بصورة طبيعية في أطعمة مثل الأناناس والشوكولا والجبن والموز، أيضا يواجه الأشخاص بهذه الحالة بنقص إنزيم أوكسيديز ديامين الضروري لتكسير هذه المادة الكيميائية.

ما هي حساسية الغذاء؟

حساسية الغذاء، عبارة عن استجابة غير طبيعية يؤديها جهاز المناعة بالجسم خلال تناول نوع معين للطعام، تتصف هذه الاستجابة بقوتها لدى الأفراد ممن لديهم حساسية تجاه الأكلات، إذ يتعرف جهاز المناعة على أسباب الحساسية، ويدعم إنتاج مواد كيميائية كالهيستامين، فيترتب عليها ظهور علامات حساسية الأكل.

أعراض حساسية الغذاء 

تظهر أعراض وعلامات حساسية الغذاء خلال دقائق عقب تناول الطعام على بعض الأجهزة بالجسم، مثل الجلد، والجهاز الهضمي، وجهاز الدوران والدورة الدموية، والجهاز التنفسي، وفيما يلي نوضحها:

1- الأعراض الشائعة لحساسية الغذاء 

تضم أعراض حساسية الغذاء الأكثر انتشارا التالي:

  • حكة،  أو شرى، أو أكزيما.
  • احتقان الأنف.
  • آلام البطن.
  • قئ أو غثيان.
  • حكة في الفم أو وخز.
  • تورم الوجه، والشفتين، والحلق، واللسان، أو مناطق أخرى بالجسم.
  • صعوبة بالتنفس.
  • إسهال.
  • دوار، أو دوخة، أو إغماء.

2- الأعراض المفرطة لحساسية الغذاء 

قد تؤدي حساسية الغذاء لدى بعض الأشخاص لتفاعل تحسسي قوي يطلق عليه الحساسية المفرطة، فقد يترتب عليها ظهور علامات وأعراض تهدد الحياة، وتشمل التالي:

  • انتفاخ الحلق أو الشعور بوجود كتلة داخل الحلق تصعب عملية التنفس.
  • سرعة النبض.
  • شد و انقباض الشعب الهوائية.
  • صدمة يرافقها انخفاض شديد بضغط الدم.
  • الدوار والدوخة أو فقدان الوعي.

3- الأعراض التي تستدعي الذهاب للطوارئ 

تضم أهم هذه الأعراض التالي:

  • صدمة ترافقها انخفاض شديد بضغط الدم.
  • الدوار أو الدوخة.
  • ضيق المجاري الهوائية مما يصعب عملية التنفس.
  • سرعة النبض.

الأطعمة المسببة للحساسية

تتنوع الأطعمة المسببة للحساسية، وهناك أطعمة منتشرة وغير منتشرة، وتضم التالي:

  • حليب البقر: يعد حليب البقر من أهم مسببات حساسية الغذاء لدى الأطفال الرضع ممن تقل أعمارهم عن سنة واحدة، وتستمر خلال أول سنوات للعمر، وينتج هذه الحساسية بسبب احتواء الحليب على بروتينات معينة حيث لا تتأثر حتى وان تم غلي الحليب، فينتج عنها حدوث الحساسية سواء تم غليه أم لا.
  • المأكولات البحرية: تضم المأكولات البحرية المسببة للحساسية، الأسماك الصدفية والأسماك القرشية، بمل يضم، القشريات مثل الجمبري و السرطان، والرخويات كالمحار، وتتسبب القشريات في حساسية جلدية قوية.
  • البيض: تعد حساسية البيض ثاني أشهر أنواع الحساسية عقب حساسية الحليب، وكلا جزئي البيض يتسببان في الحساسية، ولكن توجد غالبية البروتينات المسببة للحساسية في بياض البيض.

المصادر